

الأُسس المعتمدة للنشر
السنة الحادية عشرة ــ العدد الواحد والعشرون
|
|
| هيئة التحرير ................................................................................................. |
٧ |
|
|
| الشيخ جعفر اليعسوبيّ دام عزه .............................................................................. |
١١ |
|
|
| الشيخ وسام عبد الرسول دام عزه .......................................................................... |
٩١ |
|
|
| الشيخ علاء آل شويچة دام عزه .............................................................................. |
١٤١ |
|
|
| الشيخ رافد الزيداويّ دام عزه .............................................................................. |
١٩١ |
|
|
| الشيخ حميد رمح دام عزه ...................................................................................... |
٢٤٣ |
|
|
| الشيخ قاسم الطائيّ دام عزه .................................................................................. |
٣١٣ |
|
|
| تحقيق: الشيخ صلاح آل كاشف الغطاء دام عزه ........................................................ |
٣٦٧ |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، وصلّى الله على محمّدٍ وآله الطهر الميامين.
وبعد، فمِن رحم الأفكار تُولد المعرفة، وفي حِجر البحث تربو مسائل العلم وتنشأ وتتوسع، وما دام البحثُ والنظرُ قائماً وسُوقه رائجةً تزدادُ تلك المسائلُ اتّصالاً بحقائق العلوم، وتترسّخ رغبةُ العاملين بها في ثمارها ونتائجها، ومن مضاميرِ ميدان البحث والنظر الدورياتُ العلميّةُ المرتقبةُ كالمجلّات البحثيّة المتخصّصة، ومنها مجلّتنا هذه الّتي يدوّن الباحثون فيها جانباً مركّزاً وملطّفاً من ذلك المحتوى المتراكم من المادّة والخبرة العابرة إلينا من المدوّنات الكبرى في الفقه والأصول والحديث وآلاف المخطوطات ممّا ألّفه علماءُ الشيعةفي هذه الموضوعات وغيرها على مرّ عصور العلم، يضاف إليه ما يتبلور كلّ يوم في أروقة معاهد بحث كبار العلماء العامرة بروّادها في بحوث الخارج المنتشرة في مدارس الحوزة العلميّة الحاضرة.
وتسعى المجلّاتُ البحثيّةُ الدوريّةُ إلى التموضع بمكانٍ يسمح لها بأن تكون لسان الحركة العلميّة الفعليّة للمؤسّسة الّتي تنتمي إليها، ودالّة ظاهرة على تطوّر النظر والبحث في تلك المؤسّسة بمختلف الموضوعات الّتي تتعرّض لها، وبمستوى نضج ما تطرحه المجلّةُ من محتوىً تأخذُ قيمتها وأهميتها في الوسط العلميّ الذي تنشأ فيه، وبمستوى رصانة أسلوب البحوث وسهولة تدفّق لغتها ووضوح حججها تفوزبانتشارها بينالقرّاء والمتخصّصينمنهم، وبحسبسهولة مداخلها للموضوعات الّتي تتناولها ووضوح مخارجها منها يُرغب في تتبع أعدادها وينمو رصيدها من الاهتمام والمتابعة، ومن هنا كان اهتمامنا متواصلاً ببقاء هذه العناصر حيّة في أعداد مجلّة (دراسات علميّة) المتتابعة جهد الإمكان كي تميّزها عن سائر الكتب والمؤلّفات في ميادين اهتماماتها على اختلاف أساليبها ومضامينها.
ومن هذا المنطلق سعينا سابقاً في المساعدة على إعداد دورات تدريبيّة في التقدّم بأُسس منهجيّةِ إعدادِ البحوث وفي تطوير مستوى الكتابة التخصّصيّة، للمساهمة في إنماء أسباب الاستعداد للبحث المتخصّص وكتابة البحوث بمستوىً بارز عند الباحثين الراغبين،ولا زالمشروعنا التطويريّفي هذاالمجال قائماً بدوراته وورشاته العمليّة بين الحين والآخر يسير جنباً إلى جنب مع عملنا في إخراج أعداد المجلّة في أوقاتها، من أجل ديمومة صدور المجلّة وتطوير أدواتها وخدمة الحركة العلميّة بصورة عامّة.
ولا تفوتنا في كلّ مناسبةٍ الدعوة لأصحاب الاستعداد من الكاتبين والباحثين لحمل أنفسهم على المشاركة في هذه الدورات والورشات من أجل النهوض بهذا الجانب الحيويّ من الحركة العلميّة.
أمّا ما تضمّنه هذا العدد، فمن الطبيعيّ أن يتوقّع القارئ الكريم أن نوافيه بإكمال موضوعات البحوث المستهلّة في العدد السابق، ومن هذا النوع خرجت في هذا العدد الحلقة الثانية من بحث اجتماع أكثر من عدّة زوجيّة على المرأة لتعدّد أسبابها، والحلقة الأخرى من بحث انقلاب النسبة، كما نستكمل نشر الحلقة الأخرى من دراسة مصادر الشيخ الطوسيّ S في كتابه التهذيب.
أمّا جديد الموضوعات: فمن الفقه نطالع بحثين فقهيّين آخرين، أحدهما في ضيق الوقت عن إدراك الطهارة المائيّة، وهل هو مسوّغ للانتقال إلى الطهارة الترابيّة على الرغم من وجود الماء، أو ليس كذلك؟ ولو من جهة تعليق آية التيمّم ذلك على عدم وجدان الماء دون غيره من الأسباب، والبحث الآخر عن حجّيّة الظنّ في خصوص ركعات الصلاة وأفعالها، خصوصاً أنّ الظنّ بنفسه لا يرقى إلى الحجّيّة ولا يغني من الحقّ شيئاً إلّا أنْ يدلّ الدليل الخاصّ على ذلك.
ومن جديد الأصول خرج في هذا العدد بحثٌ شيّق في موضوع المعارضة بين الأخبار، وهو بحث الترجيح بين الخبرين المتعارضين مضموناً بتقديم الأحدث منهما صدوراً على الأقدم كذلك، ودراسة واقعيّة هذا الميزان وجدواه في ترجيح أحد الخبرين المتعارضين ومدى وفاء الأدلّة الشرعيّة والعقليّة بحجّيّته من عدمها.
وعلى هدي الأعداد السابقة اختارت المجلّةُ واحدةً من نوادر المخطوطات لنشرها محقّقةً بقلم أحد الأفاضل لتكون خاتمة العدد، رغم أنّ الموضوع هذه المرّة جاء غريباً بعض الشيء لكونه جواب استفتاء خطّيٍّ سُئل فيه اثنان من أساطين مراجع الشيعة، وهما الميرزا محمّد حسين النائينيّ والسيّد أبو الحسن الأصفهانيّ T حول دخول الأوراق النقدية المسمّاة في ذلك الزمان بـ(النوط) في موضوع الزكاة أو الربا، أو وقوعها ثمناً في عقد السَّلَم أو اشتراط التبادل بينها بشرائط بيع الصرف.
لكنّ توجّه النفوس لاستكناه سرّ هذا الموضوع بصورة خاصّة لكونه متعلّقاً بواحد من اختراعات البشر في مجال المال، وظاهرة استدعت السؤال في وقتها، وحرّكت المقدرة والقريحة الفقهيّة للأساطين، ولاستطراف العقول لمحدثات المسائل بصورة عامّة، دفعنا إلى نشر المخطوطة الّتي سُطّر فيها الاستفتاء وما لحق به.
وزاد أهمّيّة المخطوطة تزيينُ محقّق ثالث بارز من تلامذتهما ـ وهو المحقّق الشيخ حسين الحلّيّ S ـللأجوبة بتحقيقأنيق لتنزيلالأجوبة علىمختلف التكييفات الممكنة والمتصوّرة في توجيه ماليّة هذه المادّة الورقيّة المدعومة إمّا بالمال الحقيقيّ من الذهب وغيرهعيناً أوديناً وإمّابالاعتبار وحدهالمنتج للماليّةعند العقلاء،ثمّ نقده S لأحد الأجوبة بتصوّراته عن نفس الموضوع وما يترتّب عليه فقهيّاً.
وفي ختام مقدّمة كلّ عددٍ لا يفوتنا التنويه بالجهد الّذي تبذله اللجنة العلميّة الموقّرة (دامت بركاتهم) بمراجعة البحوث من أجل سلامتها العلميّة العامّة أخذاً بأيدي الباحثين للوصول إلى مقاصدهم من الضبط والإتقان، فللّه درّهم وعليه أجرهم، وكذلك نتوجّه بالشكر إلى كلّ المساهمين في مراجعة وتتبّع وتقويم الجهات الأُخَر اللغويّة والفنّيّة في البحوث راجين منه سبحانه وتعالى أن يوفّق الجميع لخدمة العلوم الشرعيّة الّتي بها رضاه، كما نأمل أن نصل في آثارها من حظّنا إلى منتهاه.
هيئة التحرير
٩ ربيع الأوّل عام ١٤٤٤هـ