

الأسس المعتمدة للنشر
السنة السابعة ــ العدد الرابع عشر
|
|
| إدارة المجلّة ................................................................................................. |
٧ |
|
|
| الشيخ رافد الزيداوي دام عزه .............................................................................. |
١٣ |
|
|
| الشيخ جعفر اليعسوبي دام عزه ............................................................................. |
٦١ |
|
|
| الشيخ محمّد أمجد رياض دام عزه ........................................................................... |
١٣٥ |
|
|
| الشيخ نجم الترابي دام عزه .................................................................................. |
١٩٥ |
|
|
| الشيخ صلاح الرمّاحيّ دام عزه ............................................................................ |
٢٤٥ |
|
|
| تحقيق: السّيّد جعفر الحسينيّ الإشكوريّ دام عزه .................................................... |
٢٧٩ |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف النبيّين، وعلى آله الطيّبين الطّاهرين.
أربعة عشر عدداً صدر إلى الآن من مجلّة (دراسات علميّة) على مدى أكثر من سبع سنين، فُسح المجال فيها أمام كثيرٍ من الباحثين، يكتبون وينشرون أفكارهم وإسهاماتهم الذّهنيّة المتّصلة بسعيهم العلميّ والثّقافيّ المتنامي نتيجة تلقّيهم المستمر والمتفاعل لما يتدارسونه من العلوم الشّرعيّة وما يرتبط بها من ثقافات وقراءات.
وكانت المجلّة طيلة هذه الفترة نافذةً يطلُّ منها عدد من روّاد البحث والكتابة على أروقةٍ وساحاتٍ تتجاوز ما تعوّدوا عليه في أروقة ومعاهد الدّراسة في الحوزة العلميّة، كما كانت نافذةً يطلُّ منها القُرّاءُ الآخرون من خارج تلك المعاهد على طبيعة الحركة الفكريّة فيها.
رأيٌّ في مستقبل الكتابة
ومن طبيعةِ كلِّ حركةٍ فكريّةٍ مدوّنةٍ ومكتوبةٍ بشكلٍ دوريٍّ وتريدُ مخاطبةَ مَن يتّصل بمحيطها والتّفاعل معه، النّموُّ والتّطوّرُ أُفقيّاً وعموديّاً.
أمّا أُفقيّاً، فالمتوقّع أن نرى إقبالاً على تطوير الكتابة في كلِّ الاتّجاهات، في الأسلوب، والتّناول، والمنهجة، وتكريس صياغاتٍ جديدةٍ للأدلّة تبتعدُ ـ ولو قليلاً ـ عن القولبة المتعارفة، وأخذ وسائل الاستدلال نحو رؤية منهجيّة متحرّكة من دون مغادرة جوهر محتوى الأدلّة المتعارفة، بل يمكن تحرّي القرائن والشواهد والمقايسات الاستقرائيّة لتقوية جانبٍ أو تضعيف آخر اعتماداً على التّطوّر الكبير الحاصل في تيسّر المعلومات والمصادر، وسرعة تجميعها كقاعدة بياناتٍ واسعة للمسألة المبحوث عنها وأثـرهـا عـلـى نـتـائـج مـناقشتـهـا والاسـتـنـتـاج مـنـها بـســبب الـوجــود الـرّقـمـيّ للمصـادر والمعلومات الّذي أصبح متيسّراً بقدرٍ معقولٍ لأغلب الكتّاب والباحثين.
وأمّا النّموُّ والتّطوّرُ عموديّاً، فلأنّ مقدّمات عددٍ لا بأس به من المسائل الشّرعيّة والفكريّة في الكتابات المناسبة في المجلّة ترتبط بنحوٍ أو بآخر بالمحتوى الفكريّ والعلميّ خارج الصّناعة الدائرة في معاهد الدّراسة الحوزيّة.
ويبدو أنّ الإصرار على تجاهل هذا الربط يُبقي كتاباتنا تدور في فلك التّراث، ولا تنهض شاهدةً على سعيٍ فكريٍّ ينتمي لعنوان موضوعات العصر ومشاكله.
وحتّى لا يُساء فهمنا نضرب مثالاً يتّضح فيه بعض الغاية الّتي نرمي إليها، فمثلاً ربّما لا يكون الموقف الفقهيّ ممّن يوصفون حديثاً بثنائيي الجنس (الخنثى المشكل) هو العمل على العلامات المشهورة في باب الميراث والاحتياط في باقي أبواب الفقه ـ كما هو المشهور ـ بعد النظر إلى التّطوّر الحاصل في الكشوفات الطّبيّة وإمكان توجيه هؤلاء جراحيّاً أو طبّيّاً نحو جنس معيّن ورفع الاشتباه فيهم بإبراز علامات داخليّة تخصُّ أحد الجنسين كانت مخفيّة، ولم يكن بالإمكان الكشف والحديث عنها في عصر الدّليل الشّرعيّ، ممّا يؤول إلى تحديد جنسٍ معيّنٍ، ومن ثمَّ ترتيب الآثار الشّرعيّة عليه. فهذا نوعٌ من اتّساع أُفق البحث الفقهيّ يرتبطُ بجهاتٍ خارجيّةٍ يستدعي طرحاً آخر في بحث المسألة الفقهيّة بغضّ النّظر عن النّتيجة الّتي ينتهي إليها الباحث بمراقبةٍ موضوعيّةٍ للأدلّة النّقليّة في المسألة، فربّما يكتشف تفصيلاً في موضوع المسألة أو ينتهي إلى تحكيم إطلاق دليل الحكم المشهور لمطلق الموضوع من دون تفصيل، ولكن بثراءٍ في الجوانب التّصوّريّة للموضوع.
فيلاحظ أنّ كثيراً من أمثال هذه البحوث المرتبطة بانفتاح أسرار بعض المكنونات التّكوينيّة الخارجيّة تقدّم مادّة فكريّة وأُطراً قانونيّة تقرّب علم الأحكام ومصداقيّة أدواته من ضمير الإنسان المعاصر على المستوى النّظريّ، وتزيد من قناعته باتّصال منهاج عقيدته وبرنامجها العمليّ بمشكلاته، ومعالجتها بإطارها الزّمنيّ وفق معطياته التّصوريّة والتّصديقيّة بموازين صحيحة.
وبكلمةٍ أخرى: ليست أصالة الفقه منحصرة في إسقاط لسان أدلّة الأحكام بإطلاقها الزّمنيّ على عناوينها التّصوّريّة، بل في تحقيق الحيثيّة أيضاً، الّتي من أجلها شمل إطلاق الحكم ذلك الموضوع، أو المناسبة الّتي بها استحقّ ذلك الحكم أن يكون في حدود إطارٍ خاصٍّ أو جهةٍ معيّنةٍ من هذا الموضوع.
ومعلوم لدى الفقهاء أنّ نفس المداليل التّصوّريّة والتّصديقيّة للألفاظ في دليل الحكم لا تكشف ـ دائماً ـ عن تطابق تلك الجهات والمناسبات معها في كثير من مناسبات الأحكام، وربّما كان لتغيّر طبيعة الاجتماع أو طبيعة التّلقّي للمفاهيم وارتكازاتها دور في الكشف عن دائرةِ الحكم ـ سعةً وضيقاً ـ المختزنةِ سابقاً في الدّليل بتنقيح أمثال تلك المناسبات.
ووظيفة الباحث أن يهيّئ بجرأته في البحث والتّفتيش والكتابة وجهات نظر لتقييم تلك الجهات والمناسبات، فربّما كانت مثل هذه المناقشات تؤدّي مع مرور الزّمن لثقافة عامّة وبيئة معرفيّة تكون أحد الروافد الّتي يستقي منها الفقيه الجامع للشّرائط نظرته في تقييم موضوع المسألة أو حدود الحكم في دليله، وبالتّالي نوع الإفتاء في المسألة.
في خصوص هذا العدد
ولا غرو أن يجد القارئ المتتبّع في هذا العدد أقلاماً جديدة واسهامات أبكاراً في مجال الإنشاء والكتابة، بعد حسن الأثر الّذي تركته أعداد المجلّة الماضية على مشاركات أصحابها وتشجيعهم في التقدّم أكثر، لا سيّما وأنّهم وجدوا أنّ المجلّة معنيّة بتطوير أدوات الكتابة التّخصّصيّة لديهم عبر البرامج الّتي ترعاها، فنرجو لهم ولمن سبقهم التوفيق في مسعاهم.
فنقرأ لهم في هذا العدد بحثاً يتناول جزئيّة البسملة للسّور القرآنيّة، وثانياً يتناول حجّيّة الوجدان ودليليّته، وثالثاً حول تطبيق حساب الاحتمالات على الراوي جميل بن درّاج.
بالإضافة إلى بعض الموضوعات الّتي تقدّم جزء منها في العدد السّابق، مثل نظريّة الحكومة، وحكم إبداء المرأة لوجهها وكفّيها للأجنبيّ ونظر الأخير إليهما.
وكما تعوّد القارئ في الأعداد السّابقة، نذيّل بحوث المجلّة بتحقيق أنيق لمخطوطةٍ مهمّةٍ ومختارةٍ من تراثنا الّتي دبجتها يراعات علمائنا الأعلام ، فوقع الاختيار في هذا العدد على تعليقة المحقّق الدّاماد S على كلٍّ من كتاب الشّيخ الطّوسيّ في الرّجال وفهرست الشّيخ النّجاشيّ R .
هذا، ونتقدّم بالشّكر دائماً وأبداً لأصحاب السّماحة أعضاء اللّجنة العلميّة المستمرّين في رعاية البحوث ومراجعتها، وكذلك نشكر الأفاضل المساهمين في تنقيح وتصحيح وإعداد البحوث وإخراجها بالضّبط الفنّيّ والمنهجيّ بالشّكل المرضيّ الّذي تظهر به في كلّ عدد.
كما نرجو ممّن يلاحظ على المجلّة ـ بشكل عام ـ ملاحظة مهمّة أو نقداً بنّاءً يراه واقعاً في طريق استكمال نقصٍ في جهةٍ من جهاتها، أو يكمل جانباً منها ألّا يبخل علينا بالإشارة إليه والإرشاد نحوه، فنكون له شاكرين.
سائلين الله تعالى التّوفيق في استمرار هذا العمل واستكمال عناصر نجاحه، والله من وراء القصد.
إدارة المجلّة
النجف الأشرف
٢١ صفر الخير ١٤٤٠هـ